تكوين البيت المسلم تم تقليل : 72% من الحجم الأصلي للصورة[ 710 x 1020 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
هل هناك مكان أطهر ولا أنظف ولا أكثر بركة ورحمة ومغفرة من بيت الله عز وجل ؟!!. .
في المسجد يجتمع المسلمون على طهارة ويؤدون الصلاة ويسمعون موعظة قد تنفع أحد الزوجين أو تنفع أحد الحاضرين .
الحفل في المسجد يكون بتكاليف لو قارناها بم ينفق هناك في أماكن اللهو لما كان هناك نسبة أبدا ، وحتى لو كانت النفقات متساوية ففي المسجد رضوان الله ورحمته وهناك غضب الله وسخطه ..
والله عز وجل إذا غضب على أناس فقد هووا إلى الحضيض .
قال تعالى ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى )
[1].
ولكن إذا رضي الله – سبحانه وتعالى – عن قوم فحدث عنهم ولا حرج..
مما تقدم نرى أن علاج هذه المشكلة هو أن يكون ذلك الحفل في المسجد..
فرسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتخذ المسجد لإقامة الولائم ، ولائم الزواج ، وولائم العقيقة .
ورسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتخذ المسجد للقضاء والجهاد . فالمسجد لم يكن للصلاة فقط ، وإنما كان لكل شئ في حياة المسلم .
كان هو الديوان والحكومة .
وظل ذلك باقيا مستمرا إلى عهد قريب جدا ، حتى سقطت الخلافة الإسلامية وزالت دولة المسلمين فضاعت هذه العادة ، ثم أخذت في الرجع – بحمد الله – مع النهضة الإسلامية والبعث الإسلامي المجيد والمبارك ..
فإذا ما أستطاع شاب أن يتخطى كل هذه العقبات التي ذكرناها آنفا ، ونجح في إقامة أسرة مسلمة ، فإن أعداء الله يقومون بوضع عقبات وعراقيل في وجه هذه الأسرة حتى يحولوا بينها وبين أداء وظيفتها ودورها كما اراد الله تعالى .
من هذه العقبات التي يضعها أعداء الإسلام للحيلولة دون قيام الأسرة المسلمة بواجبها في إقامة المجتمع المسلم الذي يطبق الإسلام تطبيقا علميا في كل وقت وفي كل مكان .
أ) دعوة حرية المرأة :
يقوم أعداء الإسلام ، من خلال أبواقهم الإعلامية المنتشرة هنا وهناك ، إلى الإيعاز إلى المرأة بأن تأخذ حقها من الحرية فهم يريدون لها أن تكون حرة في الدخول والخروج ، وأن تكون حرة في اللباس ، وأن تأتي ما تشاء وتدع ما تشاء ، لا سلطان للرجل عليها لأنها مثله تماما . وفي الحقيقة أنهم يعنون بهذه الدعوى التحرر من دين الله عز وجل .
فكيف يستقيم حال بيت من البيوت على هذه الحال وقد قالوا عن السفينة التي بها ربانان لا تسير بحال من الأحوال .
إذا فلابد حتى تسير الحياة وتستمر الأسرة في اطمئنان واستقرار ، أن تكون القوامة بيد واحد من الطرفين ، وأن يلتزم الجميع بمنهاج الله عز وجل ..
والطريق على مقاومة هذه العقبة والتغلب عليه هو :
أن تعلم المرأة أن قوامة الرجل إنما هي لمصلحة البيت المسلم ولمصلحة المرأة بالذات ، ذلك أن الرجل أكثر تحكما في عاطفته من المرأة ، أما المرأة فإن عاطفتها جياشة ومن السهل جدا أن تهدم عش الزوجية لأقل وأتفه الخلافات التي تحدث بينها وبين الرجل ، لذلك وجب أن تكون القوامة في يد أعقل الطرفين وأكثرهما ضبطا لمشاعره وعواطفه وليس في هذا إنقاصا من قيمة المرأة أو من مكانتها ..
قال تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) .
[2] ب) الدعوة إلى خروج المرأة للعمل:
يقوم أعداء الإسلام من خلال وسائلهم الكثيرة والمبثوثة في ديار المسلمين بالدعوة إلى ضرورة خروج المرأة من بيتها للعمل .
ومعلوم أن الإسلام قد حدد للمرأة دورا تقوم به في الحياة بما يتناسب مع طبيعتها وقدرتها وإمكانيتها ، كما حدد للرجل دوره ووظيفته في الحياة بما يتناسب مع طبيعته وقدرته وإمكانياته ..
فالرجل لكسب المال ومعاناة الحياة ...
والمرأة لتربية الأولاد ...
ومهمة تربية الأولاد أشق وأصعب وأعنف من المهمة التي وكلت إلى الرجل ..
وقد اضطلعت للمرأة بهذه المهمة الشاقة لأن عاطفتها جياشة وتستطيع أن تصبر على الولد وأن تتمثل عليه وأن تهدهده حتى ينشأ سويا وحتى يخرج جيل من الناس صالحا للعمل وقادرا على تحمل مسئوليات وأعباء الحياة ..
ولا يخفى أن إسناد الأمر الصعب إلى المرأة فيه تكريم لها ورفع من شأنها .
والإسلام لا يسمح للمرأة بأن تنزل للعمل إلا إذا كان هناك ضرورات وإلا إذا توافرت شروط معينة لذلك، وهم يطالبون بخروج المرأة للعمل بدون ضوابط ولا شروط ولا حاجة ..
والسبيل إلى التغلب على هذه العقبة ..
أن تعلم المرأة أن مكانها ومنزلتها وفضلها إنما هو في بيتها وأنها إذا نجحت في تربية ولد واحد من أولادها ذكرا كان أو أنثى على قيم مبادئ الإسلام ، لكان هذا أعظم رصيد لها عند الله – عزوجل –يوم القيامة .. ويكفيها فخرا"ً أنها ساهمت في إقامة المجتمع المسلم بأن تقدم لبنات صالحة إليه من الذكور والإناث .
جـ) تدنيس الشارع المسلم وتدنيس المدرسة المسلمة :
يحاول أعداء الله ان يملئوا الشوارع والمدارس في البلاد بالمفاسد والمنكرات وهم بذلك يحاولون إفساد النشأ المسلم حتى لا تتكون الأسرة المسلمة ولا يوجد المجتمع المسلم الذي يخشونه .
ويمكن أن نتغلب على هذه العقبة بالآتي :
لابد أن نعيش مع أولادنا عندما يخرجون وعندما يدخلون ، في كل أحوالهم وحالاتهم ، نبين لهم الصالح من الفاسد ، نعينهم على الصالح ، نرشدهم لدين الله ومنهج الإسلام .
لابد أن يعلم المسلم أنه لا عذر له أبدا ، أمام شيوع المفاسد والمنكرات ، أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاولة إقامة منهاج الله .
لابد أن يعلم المسلم أن أمر هذه الحياة لا يتم بالنوم ولا يتم بالراحة وإنما يتم بالمجاهدة .
إن الله –عز وجل – أعطانا نموذجا لامرأة استطاعت ان تستمسك بإسلامها وأن تحتفظ به في صدرها في بيت ادعى ربه أنه إله من دون الله ، سبحانه .
امرأة فرعون .. فرعون كان يقول للناس أنا ربكم الأعلى ..
هل هناك منكر أعظم من هذا المنكر ؟.. ومع هذا استطاعت أن تتمسك بإسلامها وأن تحافظ على دينها وألا تحفل بظلم هذا الرجل ولا بطغيانه ..
ولذلك قال الله تعالى ( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) .
[3]فبالمجاهدة يمكننا أن نتغلب على كل ما يصبونه في الشارع المسلم وكل ما يشيعونه في المدرسة المسلمة.. كذلك فلابد أن نبحث عن وسائل لسد الفراغ الذي يعاني مه الشباب ، وقد قالوا " الحاجة تفتق الحيلة " فالناس المحتاجون يعملون تفكيرهم حتى يصولا إلى الوسائل التي بها يسدون حاجاتهم ..
وإذا ما بذلنا جهدنا وخلصت نياتنا وأعملنا أذهاننا أمكننا أن نصل إلى بدائل إسلامية كثيرة لما يصب في الشارع الإسلامي والمدرسة المسلمة ولأسهمنا بذلك في قيام المجتمع المسلم ..
فمثلا التلفاز الذي يقوم الآن بصب وتفريغ الشر في آذان الناس وعقولهم .. يمكن ان نستفيد منه لصالح الإسلام .. وكذلك الفيديو ..فيمكن أن نصنع ما يسمى بالكاسيت الإسلامي ، وأن يقدم للناس بواسطة التلفاز والفيديو ويمكننا بهذه الوسيلة الفعالة من ترسيخ قيم ومفاهيم الإسلام عند الناس ..
والناس حتى العصاة منهم ، يفضلون ما هو إسلامي على غيره ، ولكن المشكلة أنهم لا يجدون البدائل الإسلامية ...
خاتمة
في خاتمة هذا الكتاب لابد أن ننبه كل زوجين ، سواء كانا قد تزوجا فعلا من زمن . صارت لهما أسرة وصار لهما أولاد وذرية ، أو هما في طريهما لبناء أسرة جديدة بأمرين مهمين:
الأمر الأول : أن الزواج ليس مدعاة للكسل ولا إلى الاسترخاء ولا إلى ترك العمل لدين الله عزوجل ..
يلقي الشيطان في نفوس بعض الناس أنهم إذا تزوجوا فيجب عليهم ترك العمل لدين الله بحجة الخوف على مصير الزوجة والأولاد إن هو عمل دين الله .
وهذا كله وهم يلقيه الشيطان ليصرف المسلمين عن أداء دورهم وعن أداء واجباتهم .
فالله – عز وجل – أمسك أمرين عنده ، وما تركهما للبشر وهما ..
أمر الأجل وأمر الرزق ..
قال تعالى ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) وقال عز من قائل ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) .
[4]والذي يستكين لهذا العيش ، ويخلد إلى الدعة والسكون في كنف الأسرة ، والزوجة والأولاد ويترك العمل لدين الله عز وجل عليه أن يتذكر أنه إن نال حظه من الطيبات في هذه الحياة الدنيا فسوف يحرم منها في الآخرة .
قال تعالى ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتهم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) ....
ونساء النبي لما جئنه يسألنه ان يوسع عليهن في النفقة مثلما وسع على نساء كسرى وقيصر وغيرهما من ملوك الأرض قال الله لهن ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) .
[5]وعلينا جميعا أن نستحضر قصة ذلك الصحابي الذي تزوج ثم دعا داعي الجهاد ،فما صبر حتى يغتسل وإنما خف للقاء أعداء الله حتى يظفر بالشهادة، وكتب الله له الشهادة ، ورأى النبي
صلى الله عليه وسلمالملائكة تغسله ، وسأل وعرف أنه خرج وهو جنب فقال " من أجل هذا غسلته الملائكة .. هذا الصحابي الجليل ما استنام ولا استكان ولا استرخى من أجل الزواج ، ولا أحب هذا العيش عن الجهاد من أجل دين الله ..
الأمر الثاني : أن الزواج ليس مدعاة إلى إعنات ومضايقة كل واحد من الطرفين للآخر .
قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) .
[6] وقال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).
[sup][7][/sup]فلابد أن تكون المودة والرحمة هي السائدة بين الزوجين ، ولا يجب ان يكون هناك إعنات ولا إرهاق من أي من الطرفين لصاحبه ، ولا ينبغي أن يظل كل واحد متمسكا بحقه مقابل الطرف ، وإنما يجب أن يكون كل واحد متغاضيا عن حقه بعض الشئ ، ما دام ذلك لا يصل إلى التطاول على حرمات الله عز وجل .
فالنبي
صلى الله عليه وسلمكان يعين أهله ، وقال :"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
[8] .
وأم المؤمنين عائشة حينما سئلت ماذا كان يصنع النبي
صلى الله عليه وسلمفي بيته قالت :" كان يكون في مهنة أهله "... تعني في مصلحة أهله ، يعينهم على قضاء حوائجهم .
والمرأة يجب أن تعين الرجل وتعاونه وتساعده ، ولها في أسماء بنت أبي بكر الصديق الأسوة والقدوة ، فأسماء كانت تحت الزبير بن العوام ، وأسماء هي من هي شرفا ورفعة وحسبا ونسبا وسابقة في الإسلام ، ومع ذلك كانت تجمع النوى وتحمله على رأسها لتعلف به دواب زوجها ، وتكنس للدواب وتقوم على شئونها ..
الرجل في تجارته وهي تشرف على دوابه وبيته وأولاده ..
بهذا كله ، يقوم البيت المسلم ، ويسير في الحياة مصلحا لها ومسهما في بناء المجتمع المسلم الذي يطبق دين الله ومنهج الإسلام في كل منحى من مناحي الحياة حتى يعود مجد الإسلام الغائب ..
طه (81) .النساء (34)التحريم (11) الذاريات (22).الأحزاب (28-29)المائدة (2)الروم(21)رواه الطبراني بإسناد حسن .